عناصر التكوين
تتضافر على تكوين الصورة الجيدة عوامل كثيرة، منها الوحدة والتوازن والإيقاع والعمق والتأطير وتعيين مركز الاهتمام.
الوحدة:
تتجلى وحدة العمل الفني بالاستخدام المناسب للخط والشكل والكتلة والفراغ والأضواء والظلال يتشكل الخط مع كل فنان بحسب منهجه. وهذا الخط يمكن أن يحصر شكلاً مرسوماً بقلم الرصاص أو بالريشة و الحبر أو بالفرشاة واللون.
والخط في العمل الفني لا يقتصر على ما هو مرئي ، بل إن العين أثناء متابعتها العناصر المرسومة تنشئ خطوط اتصال تربط بينها. وهذه الخطوط الوهمية ، الناشئة عن حركة العين ، ربما تكون أشد تأثيراً من الخطوط المرئية .
يتخذ مسار العين بين عناصر الصورة شكلاً مثلثياً أو شكلاً دائرياً أو غير ذلك من الأشكال. ويستخدم الفنان هذه الأشكال ، بوعي أو من دون وعي ، لتكوين الرسوم ذات التأثير الجمالي السار.
يوحي الشكل المثلثي بالثبات الذي تتميز به الجبال الراسخة ، وهو يستخدم لتصوير المجموعات البشرية ، حيث يمكن إبراز الشخصية الهامة ، أو الشخصية الأكبر سناً ، بجعلها أكثر ارتفاعاً.
ويستطيع الشكل الدائري أن يحتفظ بانتباه المشاهد ، فالمجموعة المكونة من أشخاص أو أشياء بشكل دائري تحمل المشاهد على أن يطوف بنظره داخلها ولا يشرد خارجها.
أما الأشكال المختلفة لحرف "ل" فهي توحي بالبعد عن الرسمية . وهي أشكال مرنة مفيدة لتكوين المناظر الطبيعية ، حيث يمكن ، مثلاً ، تصوير شجرة ترتفع عمودياً ، بالقرب من حافة المنظر ، فوق مساحة من الأرض تمتد أفقياً.
وهنا لا بد أن نميز بين الشكل والكتلة ، فنحن غالباً ما نخلط بينهما. فالشكل يمثل المضمون الأساسي المراد التعبير عنه بالرسم ، أما الكتلة فهي التي تعطي صلابة الأشكال وتميزها عما يحيط بها.
وإذا كانت الخطوط والأشكال تسود التكوين بما تحمله من قيم جمالية ، فإن الكتلة تستحوذ على الاهتمام بما لها من ثقل. كذلك يبرز ملمس الأشكال في الكتلة بالظلال التي توحي بالتباين بين الداكن والفاتح.
التوازن:
التوازن نوعان : توازن متماثل وتوازن غير متماثل ، فإذا نظرت إلى صورة متوازنة توازناً متماثلاً وجدت أن العناصر في نصفها الأيمن تكاد تنطبق على العناصر في نصفها الأيسر. وإذا نظرت إلى صورة متوازنة توازناً غير متماثل وجدت أن العناصر فيها تتباين ، بحيث أنك إذا رسمت خطاً عمودياً في منتصفها لما وجدت أن النصفين ينطبقان كما هي الحال في التوازن المتماثل. ومع ذلك فإن هذا التوازن المستتر ، الذي يعطي الفنان حرية في التعبير أكثر مما يسمح به التوازن المتماثل ، يمكن الإحساس به ، وإن كان يصعب قياسه بالمسطرة.
ويعتمد هذا النوع من التوازن غير الملحوظ على نظرية الروافع التي تجعل التوازن بين الأثقال متوقفاً على حجمها وبعدها أو قربها من نقطة الارتكاز. ولعل ميزان القبّان هو خير مثال على ذلك، فالقبّان آلة توزن بها الأشياء عن طريق تحريك العيار باتجاه الطرف أو باتجاه وسط الآلة. والفنان يستفيد من نقطة الانطلاق هذه ليوازن الكتلة الكبرى مع الكتلة الصغرى والمساحة قاتمة اللون مع المساحات الأخف لوناً.
الايقاع:
إن الإيقاع الذي نشهده في الحياة بتعاقب الليل و النهار والحياة والموت ، يمكن أن نلمسه في الصورة عندما تنتقل أعيننا من عنصر إلى آخر فيها من دون تعثر أو ملل.
والإيقاع يمكن تحديده على أنه تناوب منتظم لخط أو شكل. وهذا التناوب الذي يجمع بين الوحدة والتغير ، يولد الحركة في الصورة ويبعد عنها الجمود.
العمق:
يعتمد الفنان على قواعد المنظور ليظهر عمق الصورة. وهذه القواعد توضح كيف أن جانبي الطريق يبدوان وكأنهما يلتقيان في نقطة التلاشي Vanishing Point على خط الأفق Horizon line يقع على مستوى النظر Eye Level على الرغم من أننا نعرف أن الطريق متمائل في العرض ، وكيف أن كل الخطوط الواقعة تحت مستوى النظر تجري إلى الأعلى نحو نقطة التلاشي، فيما تنحدر كل الخطوط الواقعية فوق مستوى النظر إلى النقطة عينها ، وتصبح الأشجار والأشكال البشرية أصغر كلما ابتعدت عن النظر.
التأطير:
ا لتأطير وسيلة فعالة لحصر الموضوع المنتقى من الطبيعة وجذب اللإنتباه إليه. وهو يتكون من أحد العناصر المرسومة في مقدمة الصورة كالأبواب والنوافذ والقناطر والأشجار وقضبان الحديد المتعامدة.
ولابد أن يكون الإطار واضح المعلم حتى يمكن المشاهد من إدراك حقيقة ، فلا يصح مثلا ، رسم فرع شجرة من دون رسم جزعها الثابت في الأرض.
كذلك لابد من أن يتوفر الفصل الواضح بين الإطار والموضوع الأساسي ، ويتحقق ذلك بتجنب الأطر المعقدة ، وبتحاشي الخلط الناجم عن التشابه في الأضواء والظلال ، فالموضوع هو جوهر الصورة ، والإطار عامل مساعد من عوامل تكوينها.
ويستحسن البحث عن إطار شامل يحيط بالموضوع الأساسي ، فإذا تعذر ذلك ، يمكن استخدام إطار جزئي يحيط بأعلى الصورة وأحد جانبيها كفرع الشجرة مثلا. وهذا النوع من الأطر مفيد لملأ مساحة من السماء في الصورة، أو لكسر حدة الاتساع في مقدمتها الخالية.
مركز الاهتمام:
مركز الاهتمام هو المركز الرئيسي في الصورة تنجذب إليه العين مباشرة.
ولتعين مركز الاهتمام في الصورة ، يرسم الفنان مستطيلا يمثل مساحة الصورة ، ثم يقسمه إلى تسعة مستطيلات متساوية فتتكون النقاط الأربع الداخلية ، التي تلتقي فيها خطوط التقسيم ، مراكز اهتمام قوية توضع فيها العناصر الأكثر أهمية في الموضوع.
وتأسيسا على ما سبق ، لا يصح أن يرتكز خط الأفق في وسط الصورة ، لأنه في هذه الحالة سيقسمها إلى نصفين متساويين، وهو أمر غير مرغوب فيه.
أرجو ان يكون قد نال رضاكم
الموضوع منقول
Bookmarks